من نحن؟

إننا نشهد زيادة مستمرة في وتيرة جرائم الحرب المرتكبة في مناطق النزاع، وذلك في انتهاك صارخ لجميع الاتفاقات الدولية المتعلقة بقوانين الحرب، والمُوقع عليها من سائر الدول تقريباً. وإننا عاجزون تماماً عن محاسبة مرتكبي هذه الجرائم أو حتى الحيلولة دون وقوعها. وجميعنا نذكر بألم وخشوع الحربين العالميتين التي شهدتهما الإنسانية خلال القرن المنصرم، حيث قضى ملايين البشر من مختلف الأعراق حول العالم نحبهم خلالهما. كل نفس قُتلت في تلك الحروب لها ذات القيمة لأنفسنا، كما أن كلاً منها كانت مفعمة بألوان شتى من الأحلام والمشاعر مثلنا تماماً.

شهدت هذه الحروب جرائم لا تحصى. وحتى لا تتكرر تلك الآلام تضرع الناس بالدعاء رافعين أيديهم إلى السماء من كل بيت وكل شارع وكل جامع وكل كنيسة وكل كنيس حول العالم، لكن الحرب لم تنتهي وما زالت آلامها مستمرة.

إن العالم اليوم يشهد حرباً وحشية اندلعت نيرانها في سوريا في شهر مارس/آذار 2011، ومنذ ذلك الحين ونحن نشهد في سوريا العديد من جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان تُرتكب على مرآى ومسمع من العالم أجمع: رأينا الأطفال تُقتل تحت وابل الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والبراميل المتفجرة. لقد كنا شهوداً على حالات التعذيب والاغتصاب والإعدام والمجازر الجماعية والتهجير القسري للملايين وغير ذلك من المظالم… يوجد نحو 76000 ألف سوري مجهول المصير من بينهم أطفال ونساء، حيث تعرضت 13.581 إمرأة للاعتقال وما زالت 6.736 معتقلة يتعرضن كل يوم للتعذيب والتحرش والاغتصاب والمعاملة اللإنسانية. لقد اتخذ النظام السوري الاغتصاب سلاحاً.

نحن نؤمن بأن تحقيق العدالة وتطبيق القانون مرهون بالضمير العام، أي بتفعيل ضمير الإنسانية. من المعلوم أن السلام خير لسائر البشر، لكن إرساءه أصعب بكثير من اشعال فتيل الحرب. ومع ذلك لا بد من وضع قانون للحرب يمنع توحشها. لأننا بشر ونريد أن نفعل ما يليق بالإنسان. نقول بضرورة إيجاد قانون وأخلاق للحرب. إن محاسبة أي من مرتكبي تلك الجرائم المذكورة أعلاه هي مسئولية كل العائلة الإنسانية سواء كانت في حرب دولية أو محلية.

نحن مجموعة من الأفراد ومنظمات المجتمع المدني من مختلف الأديان والأعراق والأجناس حول العالم، قد اجتمعوا لتمثيل الضمير الإنساني الحي، والعمل على تحرير جميع المعتقلات والأطفال المعتقلين في سجون الأسد، وذلك عبر استخدام كافة الوسائل المشروعة والسلمية مثل تنظيم المؤتمرات الصحفية والحملات الإعلامية وعقد اللقاءات الدبلوماسية.

المتحدث الرسمي باسم
حركة الضمير