تقارير

الاسيرات في الزنازين السورية

ا. هومايرة كوتلو اوغلو كارا يل

قدرية صنماز

زلفية زينب باكر

فبراير 2019

مركز هيئة الاغاثة الانسانية للبحوث الانسانية والاجتماعية (انسامر)

الاسيرات في الزنازين السورية

©İNSAMER 2019



جميع حقوق هذا المنشور محفوظة. لا يجوز نشر نص المنشور أو نسخه أو استنساخه أو توزيعه بأي شكل من الأشكال دون إذن من منظمة انسامر. يمكن ذكر الاقتباس عن طريق الإشارة عن ذلك في المصادر.

إعداد: ا. هومايرة كوتلو اوغلو كارا يل / قدرية صنماز / زلفية زينب باكر
رئيس التحرير: الدكتور احمد امين داغ.
للمرجع: كارا يل ، ا. هومايرة كوتلو اوغلو ، قدرية صنماز ، زلفية زينب باكر ، اسيرات في الزنازين السورية ، انسامر ، فبراير 2019.
المسؤولية التامة لمحتويات هذه المقالة هي للمؤلفين شخصيا.
مركز هيئة الاغاثة الانسانية للبحوث الانسانية والاجتماعية (انسامر)

المحتويات

المقدمة
المنهجية
الوضع الحالي والتوازن الإنساني في سوريا
القانون الدولي المنتهك في سوريا
الانتهاكات ضد النساء في سوريا
الاسيرات
الشهود
ما الذي يمكن القيام به من اجل الاسيرات؟
في الاطار القانوني
في اطار الدعم النفسي الاجتماعي
في اطار الدبلوماسية الإنسانية
النتائجArka kapak yazısı

النساء والأطفال هم الفئات الاكثر تضررا نتيجة للحرب الأهلية الدائمة منذ ثماني سنوات في سوريا. تُسحق كافة القيم الانسانية في البلاد بالإضافة إلى جميع قواعد القانون. أصبحت الانتهاكات ضد النساء والعنف والاغتصاب سلاحًا للحرب ، مما زاد من تعميق أبعاد الانهيار الاجتماعي الحالي. إن معاناة ملايين النساء اللواتي قُتلن أو تعرضن لمختلف الاصابات والاغتصاب او سجن او إضطررن للهجرة ، على الرغم من أنهن لم يقمن بدور نشط في الحرب ، فتحت الكثير من الجراح العميقة في المجتمع السوري. تظهر حالة الآلاف من النساء السجينات في سوريا باشد المرر أن لا أحد آمن في البلاد.

الهدف من هذا التقرير هو إطلاع الرأي العام على أوضاع ومعاناة الآلاف من النساء المحتجزات بصورة غير عادلة وغير قانونية في السجون السورية.

المقدمة

أصبحت الانتهاكات ضد النساء والعنف والاغتصاب سلاحًا للحرب ، مما زاد من تعميق أبعاد الانهيار الاجتماعي الحالي.

النساء والأطفال هم اكثر المتضررين في سوريا التي تشهد الأزمات الإنسانية والاقتصادية والسياسية المزمنة في كافة المجالات.

بيعة الحرب التي تهدد حياة الإنسان وطبيعته تتسبب في انهيار المجتمع.
طبيعة الحرب التي تهدد حياة الإنسان وطبيعته ، تسبب الموت والإعاقة وحركات الهجرة الكبرى اي انهيار المجتمع بكل اختصار. ما حدث في سوريا اليوم هو المثال الأكثر إيلاما لهذا. أدى الرد على الحركة الشعبية ، التي بدأت باحتجاجات سلمية في مارس / آذار 2011 ، بسبب العنف غير المتناسب من قبل الحكومة السورية إلى صراع عالمي على السلطة شارك فيه الفاعلون الدوليون في حرب اهلية دامية. إن إشراك العناصر الدولية الفاعلة في المنطقة ، التي كانت بالفعل فوضوية ومعقدة بما فيه الكفاية في سيرتها الطبيعية ، قد أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الأرواح وتشريد الملايين وعمقت المشكلة الحالية في سوريا.

النساء والأطفال هم اكثر المتضررين في سوريا التي تشهد الأزمات الإنسانية والاقتصادية والسياسية المزمنة في كافة المجالات. في سوريا ، تُسحق كافة القيم الانسانية في البلاد بالإضافة إلى جميع قواعد القانون في بيئة أصبحت فيها الانتهاكات ضد النساء والعنف والاغتصاب سلاحًا للحرب ، مما زاد من تعميق أبعاد الانهيار الاجتماعي الحالي. . إن معاناة ملايين النساء اللواتي قُتلن أو تعرضن لمختلف الاصابات والاغتصاب او سجن او إضطررن للهجرة ، على الرغم من أنهن لم يقمن بدور نشط في الحرب ، فتحت الكثير من الجراح العميقة في المجتمع السوري. نجاة الاطفال والنساء في سوريا من الموت لا يكفي لكي يعيشوا حياة كريمة في سلام وطمأنينة. إن الأمثلة المؤلمة من الماضي وحالة الآلاف من النساء المحكوم عليهن بالعيش كسجناء بأبشع الطرق تكشف أنه لا يوجد أحد آمن في البلاد.

الهدف من هذا التقرير هو إطلاع الرأي العام على أوضاع ومعاناة الآلاف من النساء المحتجزات بصورة غير عادلة وغير قانونية في السجون السورية.

المنهجية

من أكثر الأوضاع غير المواتية الناجمة عن الحرب في سوريا هي الصعوبات التي يعاني منها الجميع في الحصول على بيانات صحية من الميدان. تم تجميع البيانات الأساسية في إعداد هذا التقرير من خلال مراجعة التقارير التي نشرتها مختلف منظمات حقوق الإنسان. من بين هذه ، فإن التقارير الميدانية والملاحظات من المؤسسات المذكورة أدناه تأخذ مكانا هاما:
مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة (UN Human Rights Council)
منظمة مراقبة حقوق الانسان (Human Rights Watch)
منظمة العفو الدولية
الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR)
المرصد السوري لحقوق الإنسان (SOHR)
مركز البحوث الإنسانية والاجتماعية (İNSAMER)
حركة حقوق الانسان والعدالة (İHAK)
هيئة الاغاثة الانسانية وحقوق الانسان والحريات (İHH)

تشكل المقابلات مع النساء بعد إطلاق سراحهن من الاسجان والزنازين السورية وكذلك المواد المكتوبة أحد مصادر البيانات المهمة. تستند معلومات كثيرة على بياناتهن. تستند هذه المقابلات على التعبير الطوعي باختيارهن الحر. في المقابلات التي أجريت في هذه الدراسة الميدانية ، تم تسجيل المقابلات مع الأشخاص بموافقتهم وتوثيقها بالتسجيل الصوتي وتصوير الفيديو. تم تغيير أسماء الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بسبب أمنهم وأمن أقاربهم الذين يعيشون في سوريا.

تم اعداد المقابلات وجها لوجه مع الاسيرات السوريات المحررات والمقيمات في سوريا وتركيا. تم اطرحة اسئلة مفتوحة على النساء السوريات والحصول على الاجوبة والامثلة في الحالات ودراستها ومراجقتها ودمجها مع مجال علم النفس والعلوم السياسية وحقوق الإنسان.

الوضع الحالي والتوازن الإنساني في سوريا

ما يقرب من 450.000 من المدنيين قتلوا في سوريا.

تواجد بعض الدول والمجموعات في سوريا باولوياتها وجدولها الخاص به وكونها طرف في النزاع هناك ادى إلى تعميق الأزمة في البلاد وجعل الحرب فيها ظاهرة مزمنة.

تحولت المظاهرات السلمية التي بدأت في سوريا في فترة ما سمي باسم ” الربيع العربي ” والتي أثرت على الشرق الأوسط باسره في عام 2011 إلى حرب أهلية بسبب زيادة نظام بشار الاسد شدة العنف ضد مواطنيه على الرغم من دعوات الساحة الدولية للقيام بالاصلاحات المطلوبة. تواجد بعض الدول والمجموعات في سوريا باولوياتها وجدولها الخاص به وكونها طرف في النزاع هناك ادى إلى تعميق الأزمة في البلاد وجعل الحرب فيها ظاهرة مزمنة.

على الرغم من وجود تحالفات معقدة في سوريا منذ بداية الأزمة تختلف من فترة الى اخرى وفقا لمتطلبات المرحلة ، الا انه هناك ثلاث كتل رئيسية في المنطقة السورية اعتبارًا من اليوم: الكتلة الاولى هي كتلة نظام الاسد ومواليه وداعميه روسيا وإيران. هذه الكتلة تسيطر على 60 ٪ من البلاد اليوم. الكتلة الثانية هي الكتلة بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي / وحدات حماية الشعب (PYD/YPG) والتي هي الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني (PKK) وتقوم الولايات المتحدة الامريكية بدعم هذه الكتلة منذ عام 2014 باسم الحرب ضد تنظيم الدولة (داعش). تسيطر هذه الكتلة على  مايقرب من 30% من البلاد. والكتلة الثالثة هي كتلة المجموعات المسلحة العاملة تحت مظلة تركيا والجيش السوري الحر والتي تسيطر على مناطق تمثل حوالي 10 ٪ من البلاد.

على الرغم من المحادثات العديدة بين النظام وممثلي المعارضة في جنيف منذ عام 2012 وحتى يومنا هذا في سبيل انهاء الحراب الدامية المستمرة في سوريا ، الا انه لم يتحقق أي تقدم يذكر حتى الآن. كما وهناك مبادرة جديدة لاحلال السلام في سوريا بدأت بمشاركة كل من تركيا وروسيا وإيران والمعارضة السورية والمعارضين في العاصمة الكازاخستانية أستانا الا انه لم يتم الحصول على نتائج دائمة ملموسة حتى الان. تمارس تركيا في قمم استانا دبلوماسية مشتركة مع كل من ايران وروسيا الا انها لا تشاركهم نفس الخطط حول مستقبل نظام الاسد. النقطة التي وصلت إليها هذه القمم حتى يومنا هذا ؛ بعد النداء الذي وجه في اعقاب القمة الرباعية التي عقدت في اسطنبول بمشاركة كل من تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا بتاريخ 27 أكتوبر 2018 ، من المتوقع ان تقوم اللجنة المكلفة بكتابة الدستور الجديد بالقاء في عام 2019.

عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة في سوريا هو اكثر من 13.1 مليون وعدد الأطفال المحتاجين إلى المساعدة أكثر من 5.3 مليون.

لم تكتفي الحرب بسلب حاضر البلاد ولكنها تسلب ايضا مستقبلها. المعلومات التالية حول الوضع الحالي والتوازن الإنساني في سوريا هي مختصر للوضع المزري والخطير في سوريا: قُتل ما يقرب من 450.000 مدني في سوريا منذ بداية الحرب(1) . وقد نزح أكثر من 6 ملايين سوري ، بينما واضطر أكثر من 5 ملايين شخص إلى الهجرة خارج البلاد خوفا على ارواحهم وارواح ذويهم. تظهر الإحصائيات من مختلف الدراسات أن 75٪ من اللاجئين السوريين هم من النساء والأطفال. وفقًا لبيانات الأمم المتحدة (UN) ، انه حتى يونيو 2017 ، لا يزال 540.000 شخص يعيشون في المناطق المحاصرة(2) . من ناحية اخرى ، يبلغ عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة في سوريا هو اكثر من 13.1 مليون وعدد الأطفال المحتاجين إلى المساعدة أكثر من 5.3 مليون. (3)

تشير الاحصائيات إلى ان 85٪ من الضحايا في سوريا لقوا حتفهم نتيجة للحرب بشكل مباشر في حين لقي ما يقرب من 15٪ منهم نتيجة لاسباب متعلقة بظروف الحرب وما تسببت به من جوع ومرض وغيرها من الازمات الانسانية. وقد تقرر أن 77٪ من الذين فقدوا أرواحهم في معدل الوفيات البالغ 85٪ بسبب الحرب المباشرة كانوا من المدنيين المقيمين في مناطق الحرب و 8٪ كانوا نازحين داخليًا. وقد تم التأكيد على أن معظم الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب الجوع والمرض والحرمان الناجمة عن الحرب هم من النساء والأطفال. (4)

القانون الدولي المنتهك في سوريا

يتعرض الشعب السوري لجميع الأفعال المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية أثناء الحرب وخلال فترة الاحتجاز.

تم تنظيم قانون الحرب الدولي عموما من خلال اتفاقيات جنيف (1949) والبروتوكولات الإضافية (1977) واتفاقيات لاهاي (1899 و 1907).

نشرت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة العديد من التقارير والبيانات الصحفية حتى الآن حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا (5) . وقد أعدت منظمة العفو الدولية، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان (FIDH) عدة تقارير مختلفة من المنظمات الدولية مثل فترة الحرب التي استمرت ثماني سنوات. في ضوْء هذه التقارير والمقابلات الشخصية مع الضحايا في سوريا ، يتعرض الشعب السوري لجميع الأفعال المحظورة بموجب المعاهدات والاتفاقيات الدولية أثناء الحرب وخلال فترة الاحتجاز. (6)

اعتبرت انتهاكات الحرب الأهلية السورية ” جرائم حرب ” بسبب انتهاكها للمادة المشتركة رقم 3 من اتفاقيات جنيف والبروتوكول الثاني لعام 1977 واتفاقية لاهاي لعام 1954(7)  وفي نطاق ( جرائم ضد الإنسانية) وفقا للمادة 7 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية (ICC). (8)

تم تنظيم قانون الحرب الدولي عموما من خلال اتفاقيات جنيف (1949) والبروتوكولات الإضافية (1977) واتفاقيات لاهاي (1899 و 1907). وتنظم هذه الاتفاقيات عمومًا النزاعات المسلحة بين الدول  والنزاعات الدولية بشكل خاص. إن اللوائح المتعلقة بحماية المدنيين في النزاعات التي تحتوي على تعريفات مختلفة مثل ” الحرب الاهلية ” و ” التمرد ” التي لا تعتبر ذات طابع دولي يتم تناولها في المادة 3 المشتركة من اتفاقيات جنيف الأربعة المختلفة. بالإضافة إلى ذلك ، ينظم البروتوكول الاضافي رقم 2 إلى 1977 القضية ذات الصلة. (9)

من ناحية اخرى ، يشار في النص التأسيسي للمحكمة الجنائية الدولية إلى المادة 7 من نظام روما الأساسي على أن ” الجرائم ضد الإنسانية يمكن تعريفها على انها أعمال تنطوي على هجوم واسع النطاق ومنهجي ضد السكان المدنيين ”. بعض الاعمال التي تنطوي تحت نطاق الجرائم ضد الإنسانية: القتل والاغتصاب والترحيل والإبادة الجماعية والتعذيب والاختفاء القسري والسجن المنتهك للقانون الدولي وتفاقم ظروف المعيشة عن قصد.

على الرغم من أن النزاعات المسلحة التي تشمل جهات فاعلة تابعة للدولة أو غير تابعة للدولة في بلد ما يشار إليها باسم ” نزاعات مسلحة غير دولية ” ، الا انه لا يتم شرحها بالتفصيل. في حالة سوريا ، من الحقائق التي لا جدال فيها أن المفاهيم يتم تفسيرها بشكل مختلف في هذا الصراع الذي يشمل العديد من الجهات الفاعلة. لذلك ، على الرغم من أن الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات في سوريا مفتوحة أمام تعريفات مختلفة مع التدخل وتأثير واسع النطاق للعديد من البلدان والمجموعات ، فقد تم استخدام تعريف ” حرب اهلية ” في هذه الدراسة. (10)

انتهاكات عديدة ترتكب خلال الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ عام 2011 في نطاق ” جرائم ضد الإنسانية ” و ” جرائم الحرب ” يرتكبها جنود النظام ومنظمات الاستخبارات وميليشيا الشبيحة. كما تعمل بعض المنظمات الإرهابية وجماعات المعارضة في المنطقة مثل تنظيم الدولة (داعش) وحزب العمال الكردستاني (PKK) في نفس الاطار من خلال افعال انتهاك للقانون الدولي. (11)

شهد العالم العام أنواعًا لا تحصى من انتهاكات الحقوق في سوريا منذ اليوم الأول للحرب. وشهد الشعب السوري ، الذي شارك في مظاهرات سلمية بمطالب سياسية واقتصادية ، قمع النظام العنيف للمظاهرات السلمية. وقد تم قمع المطالب الشعبية ، التي يمكن اعتبارها في نطاق حرية نشر الافكار والتعبير الواردة في المادتين 18 و 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بشكل دموي وعنيف(12) . إن أعمال القتل العمد (13) والاعتقال التعسفي(14)   والتعذيب والسلوك القاسي(15) التي يقوم بها النظام تمثل انتهاكًا واضحًا للحقوق الأساسية للأشخاص المشاركين في المظاهرات مثل الحرية والحياة الكريمة. هناك العشرات من التقارير التي أعدتها منظمات حقوق الإنسان السورية بخصوص هذه الانتهاكات. (16)

و وفقاً للمادة 3 المشتركة من اتفاقيات جنيف ، ” الأشخاص الذين لا يشتركون مباشرة في الأعمال العدائية، بمن فيهم أفراد القوات المسلحة الذين ألقوا عنهم أسلحتهم، والأشخاص العاجزون عن القتال بسبب المرض أو الجرح أو الاحتجاز أو لأي سبب آخر، يعاملون في جميع الأحوال معاملة إنسانية، دون أي تمييز ضار يقوم على العنصر أو اللون، أو الدين أو المعتقد، أو الجنس، أو المولد أو الثروة أو أي معيار مماثل آخر ”. ولهذا الغرض، تحظر الأفعال التالية فيما يتعلق بالأشخاص المذكورين أعلاه، وتبقى محظورة في جميع الأوقات والأماكن: الاعتداء على الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب واخذ الرهائن والاعتداء على الكرامة الشخصية، وعلى الأخص المعاملة المهينة والحاطة بالكرامة.

من ناحية أخرى ، وأبلغ الأشخاص الذين اعتقلتهم قوات النظام في سوريا وأفرجت عنهم فيما بعد بالتفصيل بأنهم تعرضوا لانتهاكات مختلفة للحقوق الانسانية والقانون الدولي. لذلك ، فإن العناوين التي يشير إليها الشهود والتطبيقات التي يتعرضون لها هنا ستكون أدلة مهمة في الاجراءَات القانونية ضد النظام. مشكلة أخرى مهمة هي حقيقة أن العديد من الأشخاص الذين تم احتجازهم لم يتم الحصول على اي اخبار عنهم. كما ولا يشارك النظام المعلومات حول الخسائر في الارواح ويقوم بتهديد العائلات التي تحاول الحصول على معلومات حول ذويهم المعتقلين والمفقودين.

ومن أهم الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين في سوريا الاختفاء القسري والاختطاف. وفقا لأرقام المنظمات الدولية ، هناك 95.056 انسان في عداد المفقودين في سوريا. وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة الدولية بشأن حماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري ، لا يجوز إخضاع أحد للاختفاء القسري. (18)

في يناير كانون الثاني عام 2014، قام الشرطي العسكري صاحب اللقب ” قيصر ” والذي عمل لمدة 13 كخبير مسرح الجرائم بتسليم المعارضين 55.000 صورة لحوالي 11.000 شخص من بين حالات القضايا الجنائية. لقد كان واحدا من أبرز البراهين على مصير المفقودين بالمختفين قسريا. ونتيجة للفحوص التي أجراها الخبراء ، لوحظ أن 11000 شخص من بينهم نساء وأطفال قُتلوا بطرق مثل التعذيب المنهجي والتجويع. (19)

إن الأسلحة والقنابل التي يستخدمها النظام السوري ضد شعبه هي من بين أهم انتهاكات جرائم الحرب. كما ويستخدم في سوريا منذ عام 2012 متفجرات اخرى خاصة تحتوي داخلها على قنابل بحجم القنابل اليدوية تؤثر على مناطق شاسعة عند اطلاقها تسمى بالقنابل العنقودية. في عام 2008 ، قامت اكثر من 90 دولة في مدينة اوسلو بالتوقيع على اتفاقية حظر استخدام الذخائر العنقودية ولكن لم توقع كل من سوريا وروسيا على هذه الاتفاقية.

كما ويستخدم النظام السوري قنابل اخرى مسماة هناك بالقنابل البرميلية والتي تحتوي كل منها على ما يقرب من 1000 كغم من المتفجرات وقطع الزجاج والمسامير لقيها جيشه من الطائرات على المناطق المزدحمة بالمواطنين المدنيين مثل المدارس والمستشفيات والاسواق. أفادت تقارير منظمة مراقبة حقوق الانسان السورية أنه بين عامي 2012 و 2015 ، قتل النظام 12.179 انسان باستخدام 5150 قنبلة برميلية 96٪ منهم من المدنيين. (20)S

بين عامي 2012 و 2015 ، قتل النظام السوري  12.179 انسان باستخدام 5150 قنبلة برميلية 96٪ منهم من المدنيين.

إن الأسلحة الكيميائية والأسلحة الفتاكة السريعة والفعالة محظورة بشدة في القانون الدولي. أعلن نظام الأسد أنه في عام 2012 انه لديه أسلحة كيميائية وبيولوجية ، لكنه لن يستخدم هذه الأسلحة أبدا ما لم يكن هناك تدخل خارجي. سوريا طرف في بروتوكول جنيف بشأن حظر استعمال الغازات الخانقة والسامة أو ما شابهها والوسائل الجرثومية في الحرب ، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 1928 وتحظر استخدام هذه الاسلحة. وبالإضافة إلى ذلك ، وقع النظام السوري في 14 أيلول / سبتمبر 2013 الاتفاقية المتعلقة بشأن حظر تطوير وإنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية والتخلص منها والصادرة عام 1992. (21)

في عمليات التشريح التي أجريت بعد الهجوم على سراقب في عام 2013 ، تم العثور على غاز سارين في دماء القتلى ، وهو نوع من الأسلحة الكيماوية المحظورة الواردة في قائمة الأمم المتحدة للأسلحة. نتيجة لملاحظات الأمم المتحدة ، أكد التقرير المقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (UNSC) أن الأسلحة الكيماوية استخدمت وأن حزب البعث كان على الأرجح هو المسؤول عن الهجوم. (22)

وفقاً للمادتين 7 و 10 و 11 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، فإن الجميع متساون أمام القانون ويجب محاكمتهم في محكمة نزيهة ومستقلة حيث يتمكن الشخص من الدفاع عن نفسه. في سوريا ، في الوقت الذي تعاني فيه الآلية القضائية من مشاكل هيكلية ، يتم منذ عهد حافظ الاسد محاكمة المدنيين في محاكم عسكرية بحجج انهم يمثلون ” تهديد على امن الدولة ”. أولئك الذين يحاكمون في هذه المحاكم لا يمكنهم الاستفادة من الحقوق الأساسية للمحاكمة بموجب المرسوم بقانون رقم: 109 ب. من بعض هذه الحقوق الاساسية التي يحرم منها المعتقلون على هذا الشكل في سوريا الاستعانة بمحامي ولقاء المعتقل باسرته ومحاميه والالتزام ببدء التحقيق خلال 24 ساعة من الاحتجاز. وبما أن الإجراأت تتم بسرية ، فإن المعلومات المتعلقة بمصير الأشخاص الذين تتم محاكمتهم لا يمكن الحصول عليها إلا عند إعلان قرار المحكمة ، وفي بعض الأحيان لا يمكن لأقارب الشخص الحصول على أي معلومات حتى بعد اصدار الحكم. (23)

الانتهاكات ضد النساء في سوريا

على الرغم من القوانين المتعلقة بحماية المدنيين في القانون الدولي ، إن النساء السوريات يتعرضن لأنواع مختلفة من انتهاكات الحقوق.

في القانون الدولي ، على الرغم من القوانين المتعلقة بحماية المدنيين في مناطق مختلفة من العالم ولا سيما في النزاعات المسلحة ، تتعرض النساء لأنواع مختلفة من انتهاكات الحقوق. في البوسنة والهرسك ، تعرضت الآﻻف من النساء البوسنيات فيما بين السنوات 1992 و1995 للسجن والتعذيب الجسدي والنفسي والاغتصاب من قبل الجنود الصرب(24) . في السنوات الخمسين الماضية ، أسرت إسرائيل أكثر من 10.000 امرأة فلسطينية في السجون. بحلول عام 2019 ، ما زالت 52 امرأة فلسطينية محتجزات في السجون الإسرائيلية(25) . أكثر من 2100 امرأة ما زلن في السجون في مصر (26) و اكثر من 1400 امرأة تم سجنهن في العراق(27)  بتهمة انتماء ازواجهن لتنظيم الدولة داعش. تجبر الحكومة الصينية ما لا يقل عن 2500 من النساء الأويغور على الانخراط في أماكن تسمى معسكرات التدريب.

وتستخدم على نطاق واسع في سوريا أمثلة على العنف البدني والنفسي والجنسي والتي تستخدم كنوع من أسلحة الحرب من أجل تشويه هوية الأفراد. من الممكن ملاحظة مدى الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري ضد المدنيين اثناء المداهمات المستمرة واكثر كثافة في السجون والمعتقلات.

وفقا للقرار رقم 1325 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2000 ، تم ضم افعال العنف الجنسي المرتكبة في نطاق جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في القانون الدولي مناشدا كافة الاطراف حماية المرأة في مناطق النزاع ودعم دور المرأة النشط من اجل حلها(28). في السنوات التالية ، تناولت القرارات التي اتخذها مجلس الأمن الدولي في الأعوام 1820 و 1889 و 1960 و 2106 و 2122 قضايا حماية المرأة ومنع العنف الجنسي ضدها. (29)

تستند أسباب احتجاز وسجن النساء في سوريا إلى أسباب غير قانونية. تم احتجاز واسر بعض النساء في البلاد على أساس أنهن شاركن في مظاهرات سلمية في أي وقت ، متجاهلين الحق في التجمع والتظاهر السلمي للمواطنين العزل. وتم احتجاز مجموعة أخرى من النساء للضغط على فرد من العائلة كان إلى جانب المعارضة أو كان يشتبه في دعمه للجماعات المناهضة للنظام. مجموعة ثالثة من النساء تتألف من العاملات في مجال الصحة  متهمات بتقديم الدعم الطبي للمعارضين.

السبب الأول الذي تم الاستشهاد به كسبب لاعتقال النساء يتعارض مع ممارسات القانون العالمي التي تنظم حق التظاهر وحتى القوانين الحالية في سوريا نفسها. حالة النساء المحتجزات على أساس كون احد اقاربهن منتمون إلى صف المعارضة لا تتماشى مع أي قانون دولي أو حتى مع قوانين سوريا بحد ذاتها. اعتقال العاملات في مجال الصحة مخالفة للمواد 9 و 10 و 11 من بروتوكول اتفاقية جنيف لعام 1977 الذي ينظم حالة العاملين في مجال الصحة اثناء الحرب الاهلية. تشير المادة 9 إلى وجوب حماية العاملين في المجال الطبي ، بينما تنص المادة 10 على أنه لا يمكن معاقبة العامل في مجال الصحة ما دام حرص على احترام الأخلاقيات الطبية ، بغض النظر عمن استفاد من التدخل الطبي أثناء الحرب.

في واقع الأمر ، انتهكت تقريبا جميع القواعد القانونية الدولية المذكورة أعلاه بشكل كامل الوضوح في سوريا اليوم ، كما يتم انتهاكها في البوسنة والعراق وفلسطين وتركستان الشرقية. على وجه الخصوص ، أصبحت النساء الهدف رقم واحد للنظام السوري لإسكات أصوات المعارضة في البلاد. تحولت أعمال الاسر والعنف والاغتصاب ضد النساء إلى سلاح حرب. تظهر كل من الدراسات الميدانية والمقابلات مع النساء السابقات أن عشرات الآلاف من النساء في سوريا قد وقعن ضحايا من قبل قوات النظام والجهات الفاعلة المدعومة من النظام بطرق مختلفة.

عدد النساء المدنيات اللاتي قتلن في فترة الخمس سنوات بين مارس / آذار 2011 وتشرين الثاني / نوفمبر 2016 في سوريا هو 22.823 امرأة.

في عام 2017 ، قتل 10.204 مدني في سوريا 1536 منهم نساء ليس لهن اي علاقة بالحرب.

على سبيل المثال ، بلغ عدد النساء المدنيات اللاتي قتلن في فترة الخمس سنوات بين مارس / آذار 2011 وتشرين الثاني / نوفمبر 2016 في سوريا هو 22.823 امرأة. 12164 من هؤلاء النساء بالغات تجاوزت اعمارهن 18 عاما في حين بلغ عدد القتيلات دون سن الثمانية عشر 10659 طفلة(30) . وفقاً للإحصائيات التي أجريت في عام 2015 ، فقد 21.179 شخص حياتهم 2.615 منهم من النساء. النظام السوري مسؤول عن ما مجموعه 15.748 من هذه الوفيات ، منها 1.957 امرأة. من المعروف أن 1.546 من هؤلاء الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم توفي  نتيجة للتعذيب(31) . وفقا لدراسة أجريت في عام 2016 ، هناك 5662 إمرأة قتلن من بين 16.913 شخص قتلوا على يد النظام السوري والجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة. النظام السوري مسؤول عن 8.736 من القتلى من بينهم 1237 امرأة اما روسيا فهي مسؤولة عن مقتل 3967 شخص من بينهم 684 امرأة. (32)  في عام 2017 ، قتل 10.204 مدني في سوريا 1536 منهم نساء ليس لهن اي علاقة بالحرب. من بين الذين فقدوا أرواحهم ، 4158 (591 امرأة) قتلوا على يد النظام السوري ، 1436 (284 امرأة) قتلوا على يد روسيا. في ديسمبر من نفس العام ، بلغ عدد المدنيين الذين تم قتلهم 569 مدني. ومن بين هؤلاء ، قتل 285 امرأة من قبل النظام السوري منهم 34 امرأة. وتفيد التقارير أن وفاة 211 شخصا ماتوا في عام 2017 كانت بسبب التعذيب. (33)

وجاء في تقرير اعد خصيصا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ، ان قوات النظام السوري وحلفائه هم المسؤولون بشكل مباشر عن وفاة 91% من 23.502 امرأة قُتلن في السنوات الست الأولى من الحرب. يذكر أن 65٪ من هؤلاء النساء فقدن حياتهن نتيجة للقصف والتفجيرات في سوريا. (34)

النتائج الفادحة للحرب الدائرة في سوريا تتزايد وتتضاعف يوما بعد يوم. وكمثال محزن جدا لذلك مقتل 976 شخص نتيجة للتعذيب في عام 2018 فقط(35) . وأفيد أيضا أن عدد النساء اللواتي فقدن حياتهن بسبب القصف والإشتباكات في نفس العام كان 1361 امرأة. (36)  وفي دراسة أخرى أجريت عام 2018 ، تم تسجيل 13.084 امرأة من أصل 111.330 شخص قتلوا على يد الجماعات المتصارعة في سوريا. (37)

لا تقتصر الانتهاكات الحالية لحقوق الإنسان في سوريا على هذا. فور اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في مارس / آذار 2011 ، بدأ النظام السوري بحملة من الاعتقالات الجماعية. وفقاً للدراسات ، فإن عدد الأشخاص الذين اعتقلوا منذ عام 2011 يبلغ حوالي 117.000 شخص. (38)  وتشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن عُشر هؤلاء السجناء، أي أكثر من 11000 شخص هم من النساء. (39)

وفي الاعتقالات منذ عام 2011 ، مات العديد من الأشخاص أثناء إحتجازهم. على سبيل المثال ، في عام 2012 فقط ، قُتل 865 معتقلاً نتيجة للعنف الذي تعرضوا إليه. (40)  كان هذا الرقم عام 2013 حوالي 490 قتيل. (41)  كان هناك زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم في عام 2014 أثناء وجودهم في الحجز. (42)  في السنة المذكورة ، ارتفع هذا المعدل بأكثر من 360٪ وتوفي 2.197 شخصًا أثناء الاحتجاز. وفقاً لمنظمة العفو الدولية ، تم شنق وإعدام 13000 من المعتقلين في سجن صيدنايا القريب من دمشق. (43)  وفقا للبيانات التي تم الحصول عليها من المرصد السوري لحقوق الإنسان (SOHR) ، فقد 30.000 شخص حياتهم في صيدنايا. تشير نفس الدراسة إلى أن أكثر من 100.000 شخص فقدوا حياتهم تحت التعذيب في سوريا منذ مارس / آذار 2011 كانوا محتجزين لدى النظام السوري. (44)  ولا يُعرف معدل وفيات السجينات لأنه لا توجد معلومات وارقام صحيحة عن إعدام النساء.

الاسيرات

غالبية السجينات في سوريا من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18-45 سنة.

في سوريا ، حيث دخلت الحرب سنتها الثامنة ، تفيد مختلف المنظمات المدنية وهيئات الأمم المتحدة المتعددة ان العنف والإساءة ضد النساء يستخدمان كسلاح للحرب. يتم قتل أقارب النساء والفتيات المحتجزات في سوريا امام اعينهن بحجة انتمائهم للمعارضة وقُتلت العديد من النساء والفتيات الشاهدات على هذه الافعال على الفور بعد تعرضهن للاغتصاب. (45)  على الرغم من أن معظم المحتجزين من قبل السلطات السورية بين سنتي 2011 و 2017 كانوا من الرجال فوق سن 15 سنة ، الا انه تم سجن الآلاف من النساء والفتيات ، بما في ذلك المحاميات والصحفيات الذين عبروا عن آرائهم المناوئة للحكومة في البلاد. النساء المحتجزات لدى النظام بسبب انتماء اقاربهن للمعارضة او الجماعات المسلحة او مجرد تقدم الدعم لها تتعرضن إلى انتهاكات مختلفة أثناء احتجازهن.

على الرغم من أن غالبية الضحايا هم من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 1845 سنة ، الا انه من خلال بعض الدراسات تم توثيق أن الأطفال دون سن 9 سنوات والنساء المسنات يتعرضون ايضا لجميع أشكال التعدي والإذلال بما في ذلك الاعتداء الجنسي. ويفيد شهود عيان إنه حتى نساء حوامل في شهرها السابع تعرضن ايضا للإغتصاب مما اسفر عن اجهاضهن. (46)

وفضلا عن عن القتل والاغتصاب ، تتعرض النساء في سوريا إلى العديد من الافعال المذلة والمخزية. على سبيل المثال ، في مارس / آذار 2012 ، أجبرت النساء على المشي عاريات أمام الدبابات في شوارع كرم الزيتون (حمص). في نفس الوقت ، افادت فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً من كرم الزيتون في مقابلة معها كيف تم اغتصاب إمرأتين امام اعينها وكيف اجبروها هي ايضا على السير لعدة ساعات عارية أمام الدبابات. (47)

كون زوج المرأة او احد اقاربها معارض للنظام هو سبب كاف لسجن النساء في سوريا.

كون زوج المرأة او احد اقاربها معارض للنظام يعتبر سبب كاف لسجن النساء في سوريا. وتتعرض هؤلاء النساء للعنف البدني واللفظي والنفسي في منازلهن أو في نقاط التفتيش أو في السجون التي يحتجزن فيها دون تهمة أو محاكمة. على سبيل المثال ، في أكتوبر / تشرين الأول 2012 ، تم نقل امرأة شابة كانت قد اوقفت عند نقطة تفتيش في ريف دمشق إلى عربة عسكرية واغتصبها أحد ضباط الجيش السوري. (48)

اليوم ، ليس من الممكن إعطاء رقم محدد فيما يتعلق بعدد النساء السوريات اللواتي تعرضن لمختلف قضايا التعذيب والاغتصاب ولا زلن محتجزات لدى النظام. إلا انه و وفقاً للتقديرات الواردة في أقوال أقارب هؤلاء النساء وتقارير مختلف منظمات حقوق الإنسان ، يقدر الرقم بما بين 6700 و13000 امرأة. (49)  وفي تقرير آخر تم إعداده في عام 2017 ، بلغ عدد النساء المحتجزات 7571 سجينة. (50)

وفقاً للتقارير التي أعدت استناداً إلى بيانات النساء اللواتي تم إطلاق سراحهن بطريقة من الزنازين السورية ، من الممكن القول أن معظم النساء المحتجزات من قبل النظام السوري تم احتجازهن في السجون التالية:

  • سجن عدرا
  • سجن كفر سوسة
  • وحدة مخابرات الجيش الرابع في حماة
  • وحدة الأمن العسكري في سويدة
  • سجن امن الدولة الفرع 251
  • سجن البالونة (حمص)
  • فرع فلسطين للمخابرات العسكرية (دمشق)
  • فرع الخطيب (دمشق)
  • مركز التحقيق العسكري في دمشق (المزة)
  • وحدة امن الدولة في حلب.
  • سجن صيدنايا
  • فروع المخابرات الجوية في حمص وحماه وحلب
  • فرع الاستخبارات العسكرية السورية رقم 215
  • سجون حماه والحمص
  • فرع المخابرات العسكرية في كفر سوسة رقم 235
  • سجن قطنا
  • سجن دومة
  • سجن تدمر
  • سجن بالميرا
  • سجن بانون
  • سجن دمشق
  • سجن حلب المركزي(51)

وفقاً لمصادر محلية ، انه باستثناء السجون المذكورة أعلاه ، توجد العديد من الزنازين تحت الارض في سوريا تم اعدادها بعد تحويل الطوابق الارضية لبعض المباني لهذا الغرض. وهناك أيضا مستشفيات في البلد تحولت إلى سجن من قبل النظام ، حيث يحتجز مئات الأشخاص ظلما. (52) S

يقدر عدد النساء المحتجزات في السجون في سوريا بما بين 6700 و 13000 سجينة ومعتقلة.

لقد فقد جزء مهم من المحتجزات أرواحهن بسبب التعذيب والجوع والظروف غير الصحية.

بعض النساء اللواتي تعرضن لأفعال مشينة مختلفة مثل التهديدات والابتزاز والاعتداء والعنف اللفظي والجسدي في هذه السجون ذكرن شخصياً المعاملة التي تعرضن لها في هذه الزنازين والدمار الذي سببه ذلك لهن. فضلا عن ذلك ، فقد جزء مهم من المحتجزات أرواحهن بسبب التعذيب والجوع والظروف غير الصحية في السجون والمعتقلات السورية.

وبالنظر إلى حقيقة أن النساء والأطفال هم الفئات الأكثر ضعفاً في مناطق الحروب والنزاعات ، فإن مدى الصدمات التي تتعرض لها النساء ضحايا للحرب ويتحولن إلى وسائل سياسية للابتزاز من قبل مختلف الاطراف. من اهم هذه الابتزازات ما تتعرض له النساء من العنف الجسدي والعنف الجنسي والعنف النفسي التي تعتبر جرائم حرب. تتعرض العديد من النساء الأسيرات لأشكال مختلفة من التعذيب والإصابات والاعتداء الجنسي. (53)

ومع ذلك ، هناك قضية أخرى ينبغي لفت الانتباه إليها وهي أن مأساة الأسيرات لا تقتصر على ما يواجهونه عندما يكونون في الحجز فقط. كثير من النساء السوريات اللواتي احتجزن ظلما لأسباب غير مشروعة وتعرضن لاعتداء جنسي واغتصاب يواجهون مشاكل كبيرة في التأقلم مع مجتمعهن الذي يستبعدهن ويشجبهن وتضطر بعضهن إلى ترك ديارهن والهجرة اما المتزوجات منهن قد يتسبب ذلك في طلاق ازواجهن او تركهم لهن. بسبب كل هذه الحقائق الاجتماعية ، فإن العديد من النساء اللواتي نجون من السجون السورية لم يبلغن عن الأحداث المؤلمة التي وقعت لهن هناك وفضلن إلتزام الصمت. ولذلك ، فإن العديد من النساء لا يحصلن حتى على علاج للنجاة من الأحداث الصادمة التي يتعرضن لها ويضطررن إلى الكفاح بمفردهن للتغلب على آثار هذه الأحداث المؤلمة. (54)

يكمن صمت النساء السوريات خوفهن من اي يصيب النظام اقاربهن باي ضرر.

من المعروف أن معظم هؤلاء النساء لا يزالون يعيشون في سوريا أو أن بعض أفراد أسرهم يقيمون في سوريا. بعبارة أخرى ، هناك مخاوف من أن يتم احتجازهم و / أو الإضرار بأسرهن النظام من قبل السوري بسبب تصريحاتهم أو بحثهن عن حقوقهن لما تعرضن إليه من  انتهاكات.

ومع ذلك ، قرر عدد قليل من النساء اللواتي تم سجنهن في السجون السورية لأسباب مختلفة اليوم أن يشاركن تجاربهن ومعاناتهن ويجعل أصواتهن مسموعة رغم كل شئ. في هذا الجزء من الدراسة ، سيتم نقل أجزاء من المقابلات مع النساء السوريات اللاتي لديهن الشجاعة لمشاركة معاناتهن وسجنهن لأسباب مختلفة وتعرضن لمختلف أنواع التعذيب. طور العديد من الأفراد استجابات وردود افعال جسدية وسلوكية ومعرفية ونفسية واجتماعية نتيجة للظروف الشديدة التي واجهوها. تقريبا جميع النساء اللاتي تمت مقابلتهن كان لديهن ردود فعل الصدمة على النحو التالي:

  • الصدمات النفسية والقشعريرة ونقص الاحساس والخدلان والعصبية والبكاء والقلق.
  • الإغماء والارتباك وعدم معرفة البيئة والاكتئاب.
  • الرعشة والغثيان والقئ.
  • الارق أو النوم الاكثر من المعتاد ورؤية الكوابيس.
  • فقدان الوزن بعد فقدان الشهية أو زيادة الوزن بعد الأكل المفرط.
  • ضعف او زيادة مفرطة في الطاقة وزيادة اليقظة والضعف وعدم التحكم النفسي.
  • الألم الجسدي ومشاكل القلب والأوعية الدموية ومشاكل الجهاز الهضمي.
  • رد فعل مفرط على الضوضاء والحركة المفاجئة والحساسية المفرطة تجاه الصوت.
  • الاحساس بنفس المشاعر التي شعرت بها أثناء الاغتصاب مرارا وتكرارا.
  • التفكير الدائم في الهجوم والغضب والرغبة في الانتقام والخوف.
  • عدم الاتساق وصعوبات حل المشكلات ومشاكل التركيز.
  • اللوم الذاتي والخوف من البقاء وحيدة والرغبة في الابتعاد عن الناس.
  • الغضب والرغبة في العراك والانزعاج بسهولة.
  • الطلاق والتغييرات في المنزل أو في العمل أو في المدرسة أو في العلاقات.
  • تغييرات مزاجية سريعة والاحساس بالخزي والشعور بالذنب والتلوث.
  • فقدان الاهتمام بالحياة ومحاولة الانتحار والحزن والخسارة.
  • فقدان احترام الذات. (55)

الشهادات

الاسماء المستخدمة للنساء اللاتي تقدمن بشهاداتهن هي اسماء مستعارة تماما وذلك حرصا على امنهن وامن وسلامة أقاربهن الذين يعيشون في سوريا. تم تغيير الاسماء والاصوات التي سجلت اثناء المقابلات.

رانية حلبي

رانية حلبي ، من حلب متزوجة وام لثلاثة اطفال. ، تم إعتقالها في أحد الحواجز في حمص في مايو / أيار 2015. قيل لها إن استجوابها سيستغرق ساعة أو ساعتين لذلك قامت بترك اطفالها بجانب خالتهم. بعد ذلك ، تم نقل رانية إلى مكان آخر برفقة الجنود وقاموا باستجوابها بشأ اخيها وزوجها الذين توفوا وهم اعضاء في الجيش السوري الحر. في نهاية هذه العملية ، وصفت رانية بالارهابية واتهمت بالعديد من التهم من بينها تهريب الاسلحة ومساعدة المعارضين وغيرها. وعندما رفضت الاعتراف بهذه التهم ، تعرضت للتعذيب الشديد.

” قالوا إنهم سيقتلونني إذا لم أجب على الأسئلة التي يطرحوها. قيدوا ايدي من الخلف وعلقوني في السقف. في هذه الحالة ، كانوا يسألون باستمرار نفس الأسئلة ويريدون مني أن أجيب ، وبالطبع كانوا يضربون اثناء ذلك. كانوا يضربوني بأنابيب بلاستيكية على ظهري وذراعي وبطني ورأسي وكان الشئ الوحيد الذي أرادوه هو الإجابة على الأسئلة التي يطرحوها واعتراف مني بالتهم الموجهة إلي. كانت جرعة وشدة التعذيب تزداد بزيادة مقاومتي لهم.  وأخيراً أغمي على من شدة التعذيب. المكان الذي أقمنا به كان باردا جدا وكانت فئران المجاري تمر بجوارنا. كنت اسمع اصوات التعذيب من المكان الذي كنت أجلس فيه. عندما كنت اذهب إلى الحمام أو إلى مكان ما ، كنت ارى شبابا بملابسهم الداخلية يتعرضون للتعذيب وهم معلقين من ايديهم. كنت أكثر خوفا عندما استجوبوني بعد هذا المشهد. كانت الحشرات تخرج من الطعام الذي كانوا يقدمونه لنا. كنا أكثر من 15 شخصًا في تلك الزنزانة تحت الأرض. كانت مظلمة جدا. كانت اصوات التعذيب تصلنا باستمرار. استمر هذا الوضع لمدة شهرين. في وقت لاحق ، تم إرسالي إلى وحدة تدعى ليش بلوني في حمص. تعرضت لتعذيب اشد في هذا المكان. اسمعونا اصوات احدى صديقاتنا وهي تتعرض للاغتصاب والضرب المبرح. لقد سمعت عن إهانات لم أكن أعرفها وتعرضت للتحرش الجنسي بشكل اهانني. لأول مرة في حياتي رأيت ناس بكل الوحشية إذا كان من الممكن القول انهم من بني الانسان. استخدموا طريقة تعذيب تدعى دولاب حيث وضعوا رأسي وساقي داخل عجل سيارة وعلقوني في السقف. لم يرحموا ابدا الرجال او النساء. كانت النساء تتلقى نفس التعامل الذي يتلقاه الرجال. تم تطبيق الكثير من الأساليب على جميعنا مثل التحقير والعنف والضرب والشتائم والتعذيب والتعليق والاجبار على المشي فوق الدم والانتظار في البرد والتعذيب بالكهرباء.

وبعد احتجازها لمدة شهر في هذا المكان ، تم إحالة رانية حلبي الى وحدة فلسطين للمخابرات العسكرية في دمشق لتتعرض للتحقيق مرة أخرى في ظروف مماثلة. تعرف هذه الوحدة ذات الثمانية طوابق بتعذيبه والزنازين التي شركها إياها عدد من الاسيرات يتراوح بين 15 و20 اسيرة. تفيد رانية ان كل طابق يحتوي على 8 غرف ممتلئة بالنساء والاطفال. تقول رانية إن العديد من هؤلاء الأطفال تتراوح أعمارهم بين 25 سنوات من بينهم اطفال بدون عائلات. واحتجزت رانية حلبي مع العديد من النساء المسنات اللاتي يعانين من مرض السكري وضغط الدم هنا لمدة أربعة أشهر تعرضت فيها لجرائم لا تحصى ضد الإنسانية. واصلت رانية حديثها والدموع لا تجف من عينيها قائلة:

” كن نسمع هنا العديد من اصوات التعذيب ونشم رائحة الجثث. كان الجميع ينتظرون الموت في اي لحظة. كنا نظن أننا سنموت تحت التعذيب دون علم أي شخص. لقد نسيت حتى ماذا يعني النوم واختلط ليلنا بنهارنا. ”

وبعد مرور شهر ، تم نقل رانية إلى منطقة كفر سوسة وقضت هناك 14 يوما قبل ان تقاد إلى المحكمة للمرة الأولى ومن هناك تم تحويلها إلى سجن عدرا ومن هناك تم تحريرها من قبل محامٍ أرسلته عائلته وبكمية كبيرة من المال دفعوه ككفالة.

هياء الراعي

هياء الراعي 32 سنة متزوجة وأم لأربعة أطفال من مدينة حماه. تعيش الان في الريحانية بالمساعدات. اعتقل زوجها نتيجة لشكوى من المخبرين واعترافه تحت التحقيق ان هياء تقدم المساعدات للمعارضة على الرغم انه ليس لها اي علاقة بذلك مما تسبب ذلك في اعتقالها بتاريخ سبتمبر 2012. اقتيدت جرا إلى وحدة الاستخبارات في الجيش الرابع بسيارة مدرعة وقاموا باستجواها عارية ومعصبة العينين والتحقيق معها تعرضت فيه لإهانات مختلفة. وعندما لم يحصل الجنود على الاجوبة التي يريدونها ، قاموا بضربها باستخدام خراطيم بلاستيكية حتى اغمي عليها. تم إطلاق سراحها بعد شهر واحد في السجن. تركها زوجها الذي ابلغ عنها فإضطرت هياء إلى الهجرة واللجوْء الى تركيا.

” كنا نسير على الدم المتراكم بسبب التعذيب. تم اغتصاب العديد من النساء والفتيات من أمثالي عدة مرات. كلما حاولنا المقاومة والدفاع عن انفسنا ، ازداد علينا الظلم والضرب والاضطهاد والاهانات والاغتصاب. لم نتمكن من اسماع اصواتنا لاحد. لم نكن نتمكن من النوم بسبب اصوات التعذيب. حملت العديد من صديقاتنا المعتقلات بسبب الاغتصابات بقضها أنجبت طفلين أو ثلاثة أطفال. كل شئ كان فظيع جدا وغير انساي. من الصعب حتى تذكر تلك الأيام. حاولت الانتحار أربع مرات بعد ذلك. انا لم اتخلص بعد من اثار ما واجهته. حصلت على الدعم النفسي. كوني اتنفس اليوم لا يعني انني على قيد الحياة. أنا مثل جثة لُوَثت وسلبت منها روحها. ”

علا السويدي

علي السويدي من حلب عمرها 32 سنة ، متزوجة ولها ثلاثة أطفال. كانت قبل الحرب تعيش حياة بسيطة مع زوجها وأولادها. تم اعتقالها في عام 2013 من قبل ضباط الجيش الذين داهموا منزلهم في الحمدانية. تم احتجاز علا لمدة 10 ايام في يد المخابرات قبل ان تم الافراج عنها ولكن توفي زوجها في السجن نتيجة ما تعرض له من تعذيب. ولكن تم اعتقال علا السويدي من جديد بعد ثلاثة اشهر واحتجازها والتحقيق معها في وحدة المخابرات بدمشق. ثم تم إرسالها إلى سجن عدرا وأحضرت إلى المحكمة في اليوم السابع عشر من وصولها. قضت حوالي سنة في السجن بعد أن قرر القاضي بسجنها. بعد ذلك صدر قرار ببراءتها حوالي سنة في السجن بعد أن قرر القاضي لكن تم استجوابها من قبل وحدة مخابرات أخرى في يوم الإفراج عنها وتعرضت مرة أخرى لمختلف أنواع التعذيب والمعاملة اللاإنسانية في سجن عدرا. وقاموا بسؤالها حول زوجها خلال الاستجوابات.

” 32 امرأة كن نقيم معا في غرفة واحدة. من المستحيل العودة الاستدارة إلى الجانب الآخر عند الاستلقاء ؛ لأنه لا يوجد مكان. كنا نُراقَب بواسطة الكاميرات على مدار اليوم وطوال ايام الاسبوع. كنا ممنوعات من الصلاة وقراءة القرآن. كنا نؤدي الصلاة خفيا. ثلاث مرات فقط في اليوم كان لدينا الحق في الذهاب إلى الحمام. كان في المكان الذي نقيم فيه سيدات مسنات تتراوح اعمارهن بين 50 و 70 سنة مصابات بامراض السكر والكلى. كانت التغذية سيئة حقا. كان يخرج من رز البرغل الذي كانوا يحضرونه اليا اشياء غريبة كالاظافر المقصوصة والحشرات وغيرها. كان السجن مظلمًا وباردًا جدًا. كانت البطانيات التي احضروها الينا ممتلئة بالدود وملطخة بدماء المعرضين للتعذيب او بسبب استخدامهم لها لتغطية الجثث. وفي أوقات معينة ، كانوا يأخذونا إلى غرفة التعذيب ويضربونا بالكوابل ويصعقونا بالكهرباء. كانوا يربطونا من ايديا ويعلقونا في السقف بحيث ترتفع اقدامنا ما يقارب من سنتمتر من الارض. وكان الرجال يسمع النساء والنساء يسمعن الرجال وهم يتعرضون للتعذيب. في بعض الأحيان كانوا يلقوا بنا في زنزانات مفردة لا تزيد مساحتها عن متر مربع. كانت مظلمة جداً وكانت المياه تنساب من صنبور في الزنزانة. لم يكن عليك القيام بأي شئ خاص لكي تستحق الالقاء في الزنزانة. كما هو الحال في كل الأشياء ، كان هذا تعسفياً تماماً. كان من الممكن أن نتعرض للتعذيب حتى في الخامسة من الصباح. لم تكن هناك اي قوانين أو قواعد لأي شئ. تم اغتصاب العديد من النساء والفتيات هنا. على سبيل المثال ، حملت احدى صديقاتنا بعد اغتصابها. حدثت الكثير من الولادات في عدرا من بينهن نساء حملن اثناء فترة إحتجازهن في عدرا. كان عليهن أن يلدن في ظل ظروف صعبة. كان التحرش الجنسي أو الإساءة أو الاغتصاب يتم في غرفة واحدة. كنا دائما نتعرض للضرب والتحقير والاهانة. كانت الكوليرا شائعة جدا في السجن. ”

بعد ان اطلق سراحها عام 2016، قامت علا السويدي باخذ اطفالها من حماتها التي كانت ترعاهم في غيابها وتوجهت معهم إلى تركيا. تحاول علا الان مع طفلها الاكبر كسب عيشهم في محاولة لنسيان ما قامت بمواجهته من معاناة.

هلال الداري

هلال الداري مدرسة سابقة تبلغ من العمر 34 عاماً ، متزوجة وأم لطفلين. ورغم أنها لم تكن متورطةا في أي من الأحداث التي وقعت في مايو / أيار 2014 ، فقد ألقي القبض عليها على أساس أنها شاركت في مظاهرات ضد النظام وسُجنت في قبو أحد المستشفيات الذي كان بمثابة سجن. احتُجزت هنا لمدة عام تحت ظروف صعبة للغاية مع أمها المشلولة وشقيقتها. وتقول إن سبب احتجازهم هنا كان ممارسة الضغط على رجال عائلتها. ولم تتمكن الشابة التي لم تستطع حتى الاستحمام لمدة ستة أشهر من الاهتمام ورعاية امها المسنة التي تستخدم كرسي متحرك. تعاني امها المسنة من جروح مختلفة على أحد جانبي جسمها لأنها تجلس بشكل دائم وتكافح من اجل العيش في ظل ظروف صعبة.

بعد الوقت الذي قضوا فيه في قبو المستشفى ، تم إرسالهم إلى فرع الخطيب. واحتُجزت هي وأمها وشقيقتها هنا لمدة ثمانية أشهر. افادت هلال انه كان هناك 52 امرأة في ذلك الفرع وانها كانت تقيم في غرفة ضيقة مع 19 اسيرة اخرى. لم تتعرض لأي مضايقات أو انتهاكات جنسية. وأثناء التحقيق، أُجبرت على قبول الجرائم التي لم ترتكبها ، لكنها قاومت وأُرسلت إلى سجن عدرا. تم إطلاق سراحها في 15 أبريل / نيسان 2016 بعد احتجازها لمدة خمسة أشهر في عدرا. ثم أخذت أطفالها وأمها وهجرت إلى ريحانلي.

هبة الشامي

هبة الشامي سيدة من حلب ، تبلغ من العمر 50 عام ، متزوجة وأم لثلاثة أطفال. تم اعتقالها بعد بضعة أشهر من بدء الأحداث في عام 2011. تم نقلها إلى إحدى المعتقلات في حلب واستجوابها عارية لمدة 10 ايام. تم استجوابها بشأن عن أنشطتها وأصيبت بنوبة قلبية في اليوم الثاني من اعتقالها. وبقد تلقييها العلاج ، قرر مواصلة اعتقالها وتعرضت للضرب المبرح لان اجوبتها على الاسئلة المطروحة عليها لم ترض رئيس التحقيق. تعرضت هبة الشامي للتعذيب في وحدة أمن الدولة في حلب من بيه الضرب المبرح بالعصا والتعليق في إطار سيارة والإذلال والتهديد وغيرها من المعاملات الظالمة. واكدت هبة الشامي انه كان هناك فتيات صغيرات في سن الرابعة عشرة وليست بالغات تعرضن لنفس التعذيب الذي تعرضت هي له وكانوا يكررون نفس التعذيب كل 15 دقيقة على الذين لم يقبلوا الاعتراف بالادعاءَات غير الصحيحة الموجهة بحقهن. بعد 10 أيام ، تم إرسالها إلى سجن كفر سوسة في دمشق. وتقول إن القادة الذين احتجزوها في دمشق قاموا بالاستهزاء بها واخبروها بانه يمكنها التخلص من اسرها إذا وافقت على جماعهم. وشهدت هبة الشامي المعاملة اللاإنسانية للجنود الذين أضروا بكرامة المرأة بمثل هذه العروض غير الأخلاقية فضلاً عن تعذيب الرجال الذين احتُجزوا وجُردوا من ملابسهم ونتفت لهم ذقونهم.

تم إرسالها إلى سجن عدرا بعد 18 يومًا في سجن كفير سوسة. بعد اقامتها ليومين في سجن عدرا ، انتظرت لمدة اسبوع في احد حمص بسبب الاشتباكات الدائرة بين قوات النظام والمعارضين وهي في طريقة العودة إلى السجن في حلب. وبرأتها محكمة إدلب مع الأخذ في الاعتبار فترة الثلاثة أشهر التي قضتها في الحجز. هبة الشامي، التي فقدت 18 كيلوغراما في هذه الفترة بسبب ظروف السجن الصعب ، شهدت الكثير من النساء اللواتي يعشن في السجون السورية اللواتي كن في وضع مماثل لها وتم استبعادهن من قبل المجتمع والأقارب.

” لربما ينتهي الاضطهاد البدني بعد الخروج من السجن ولكن يستمر الاضطهاد الاجتماعي لسوْء الحظ. مجرد دخول السجن يعتبر وسيلة خزي وعار بالنسبة لمؤيدي النظام ولكن الجزء الآخر من المجتمع يعتقد أن هذا الشرف قد تم تلطيخه بسبب ما يحدث في السجون حتى لو تم اعتقالهم بشكل غير عادل. ولهذا السبب ، يضطر البعض إلى الهجرة الى اماكن اخرى لان المجتمع وحتى عائلات النساء وازواجهن يردونهم ويستبعدونهم. ويجبر الخوف من التعرض للاعتقال مرة أخرى هؤلاء الأشخاص على الهجرة. أولئك الذين لا يستطيعون الهجرة يظلون في سوريا لكنهم يظلون صامتين.’’

رنا ورد

رنا ورد من حماة 38 عاما من العمر أم لأربعة أطفال. اعتقلت رنا عام 2014 ند نقطة تفتيش في مدخل حماة وأخذ للاستجواب في وحدة الأمن العسكري في حماة بشأن زوجها الذي توفي في كمين نصب له وهو في الطريق بين ادلب وريف حماة بتهمة انتمائه للجيش السوري الحر. وقد تم استجوابها كل ليلة من الساعة السادسة مساء حتى الصباح لمدة ثلاثة أيام. لقد تعرضت لمختلف الإهانات والإذلال والعنف في عملية الاستجواب. تعرضت للعنف الجسدي والنفسي الشديدين ولا سيما أنها لم تستطع إعطاء إجابات على الأسئلة المتعلقة بزوجها. وبعد انتهاء عملية الاستجواب ، امروها بخلع جميع ملابسها ونقلت إلى الزنزانة ومكثت بها لمدة ثمانية أيام. ثم تم نقلها إلى وحدة الجنايات حيث تم استجوابها هناك ايضا. وكنتيجة التحقيق ، وجهت اليها تهمة تهريب السلاح. وخلال هذا الوقت ، شهدت رنا التي فقدت 17 كيلوغرام خلال فترة احتجازها  كافة اشكال التعذيب الشديد الذي تعرضت له العديد من المحتجزين ، من الفتيان في سن الثالثة عشرة إلى الفتيات فوق سن العشرين. وبعد شهر تم اطلاق سراح رنا ولجأوا الى تركيا في اكتوبر تشرين الاول 2015.

حميدة الحلبي

تم اعتقال حميدة الحلبي في حمص بتهمة الإرهاب وسجن لمدة 12 يومًا. أمضت ستة أيام منها مع الفئران في زنزانة صغيرة ، والأيام الستة الأخرى في الحجز. وقد تعرضت إلى قدر كبير من العنف الجسدي لمدة 12 يوماً ابتداء من اول يوم دخلت فيه السجن. وقد تعرضت طوال فترة احتجازها للعنف اللفظي المهين.

” يتم تعذيب النساء تعذيب لا يمكن تخيله. لقد شاهدت العديد من الوحشية اللاإنسانية مثل التعليق في السقف والاغتصاب بشكل منتظم والاجبار على السير فوق الدم كنوع من العنف النفسي. كانت هناك فتيات وفتيان تتراوح أعمارهم بين 14 و 15 سنة سجناء. لقد شاهدتهم يتعرضون للاغتصاب و قامت فتاتان على الاقل بالانجاب في السجن. من الصعب جدا أن ننسى ما حدث ”.

مريم العسكري

مريم أم لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 35 عاماً ، جاءت من دمشق. بعد مرور فترة على بدء الأحداث ، تم احتجازها مع طفله البالغ من العمر 14 شهراً. أمضت سنة ونصف سنة في السجن تعرضت خلالها  للعنف الجسدي والجنسي قبل ان تتخلص من السجن وتأتي إلى تركيا.

” اصيب رضيعي الذي لم يتحمل شروط السجن الصعبة بمرض خطير في الشهر العاشر. سلم الجنود الذي اتعبهم بكاء طفلي المتواصل فقاموا بتسليمه إلى جدته. على الرغم ان خروج طفلي من السجن اسعدني الا ان العنف والتجويع والاغتصاب وصل الى حد لا يطاق. بعد عام ونصف ، تم إطلاق سراحي عندما تدهورت حالتي الصحية. تم احضاري الى تركيا بسبب النزيف الذي بدأ بمجرد خروجي من السجن. اجريت لي هنا 12 عملية جراحية بسبب تدهور حالتي الصحية ”.

ريحان الرشيدي

ريحان الرشيدي ممرضة تبلغ من العمر 28 عاما متزوجة وام لثلاثة اطفال. في أوائل عام 2011 ، تم احتجازها لرعايتها للمصابين اثناء الاحتجاجات. ألقي القبض على الزوجين على أساس أن زوجها شارك في المظاهرات. مكثت في الاستجواب لأكثر من أسبوعين ، لكن زوجها احتجز لفترة أطول. وجدوا بعد الافراج عنهم وسيلة ولجأوا إلى تركيا.

” بدأت اواجه الكثير من العنف بتهمة مساعدتي للمعارضين. كان يغمى علي احيانا كلما تعرضت للشتائم والإذلال الشديد. كانت عملية الاستجواب تتكرر كل يومين. كانوا يغتصبوننا قبل كل استجواب ويضربونا حتى يغمى علينا. كنت اجد نفسي عارية على الارض وقد ترنح جسمي من الكدمات واثار الضرب والتعذيب. قضيت 17 يوما على هذا الشكل قبل ان يتم اطلاق سراحي. بمجرد أن خرجت ، تم نقلي إلى غرفة الطوارئ مع نزيف حاد واجري لي ثلاث عمليات جراحية بسبب الالتهاب الذي حدث معي ”.

ما الذي يمكن القيام به من اجل الاسيرات؟

في اطار القانون

  • يجب على النظام السوري أن يدلي ببيان مرضٍ عن النساء والأطفال في جميع السجون الرسمية وغير الرسمية وأن يبلغ عائلاتهم عن أوضاعهم.
  • يجب الإفراج فوراً عن النساء والأطفال الذين ما زالوا رهن الاحتجاز والذين لم يتم الإعلان عن أعدادهم رسميًا.
  • وعلاوة على ذلك ، يجب منح النساء والأطفال الذين لا يزالون قيد المحاكمة والمتهمين كامل حقوقهم بما في ذلك الحق في الاستعانة بمحام واللقاء مع أسرهم.
  • ينبغي محاكمة المسؤولين عن انتهاكات الحقوق في الحرب السورية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

في إطار الدعم النفسي الاجتماعي

  • يجب دعم السجينات السوريات في عملية تحسين اوضاعهن النفسية نتيجة للصعوبات الحيوية الناجمة عن الصدمات النفسية الشديدة.
  • يجب اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم استبعاد الاسيرات والمعتقلات المفرج عنهن من خلال توعية العائلات والمجتمع وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي الضروري لكل الاطراف.
  • يجب إنشاء قنوات دعم لعدد كبير من النساء اللاتي لا يتلقين الدعم الاجتماعي وتم استبعادهن من قبل الاسر والمجتمع بعد الاساءَات البدنية والجنسية التي تعرضن اليه في سوريا.
  • خلال هذه الفترة ، يجب دعم عمليات العلاج والتوظيف من أجل إشراك عقل الفرد بشكل أكثر إيجابية ، وضمان مشاركته بنشاط في الحياة من خلال اكتساب مهارات جديدة.

في إطار الدبلوماسية الإنسانية

  • يجب استخدام قنوات الدبلوماسية المدنية من اجل إطلاق سراح الأسيرات. ولهذا الغرض ، ينبغي إجراء مقابلة مع جميع الأطراف لإطلاق سراح السجينات.
  • من التفاؤل الاقتناع بان النظام سيطلق سراح النساء والاطفال المحتجزين لديه على المدى القريب ، لذلك ينبغي على الاقل العمل من اجل اجباره على اتخاذ خطوات لتحسين أوضاعهم.
  • ولهذه الغاية ، ينبغي السماح للمراقبين الدوليين بالوصول إلى الأماكن التي يحتجز فيها السجناء.
  • وينبغي إجراء اجتماعات مع الدول التي تلجأ إليها النساء السوريات بعد الافراج عنهن من اجل رعايتهن وحماية حقوقهن وإعادة تأهيلهن.

النتائج

تُحرَم المعتقلات السوريات من حقهن في العيش في ظروف صحية ونظيفة.

تواجه سوريا منذ 8 سنوات ازمة انسانية كبيرة لم يوجد لها مثيل في العالم. النساء والأطفال هم الأكثر تضررا جسديا ونفسيا طوال فترة هذه الازمة. منذ بداية الحرب ، بدأت النساء تصبح بشكل تدريجي هدفا للنظام السوري. ومع ذلك ، ارتكبت مجموعات أخرى تقاتل في البلاد انتهاكات خطيرة ضد النساء.

اليوم ، هناك الآلاف من النساء في سوريا تم سجنهن كوسيلة للضغط النفسي ضد المعارضين وسجنهم لأغراض المساومة. يحتجز النظام السوري العديد من هؤلاء النساء بدون دليل على أساس أنهم فقط من المعارضة ويقوم بتعذيبهن ويجبروهن على الإدلاء بتصريحات ضد أقاربهن بطريقة غير مشروعة. عندما لا تقبل النساء هذه الاعترافات الكاذبة يتعرضن للتعذيب وسؤ المعاملة.

في هذه الاماكن التي تهدد بشكل مباشر حق الحياة الذي يعد أحد الحقوق الأساسية للفرد ، لا تحرم المرأة السورية من حقوق الإنسان وحسب ، بل أيضاً الحق في العيش في ظروف صحية ونظيفة. لا تزال العديد من النساء يعانين من مشاكل صحية خطيرة بسبب الظروف التي تعرضن لها خلال فترة احتجازهن.

وتقول النساء اللواتي تمت مقابلتهن إنهن تعرضن للتهديد بأنهن سيُقتلن إذا استخدمن سبل انتصاف قانونية لمعاقبة المسؤولين عن العنف الجسدي والنفسي الذي عانين منه أثناء إقامتهن في السجن.

يتم استبعاد السجينات في سوريا من قبل الجميع من حولها ، وخاصة زوجها وعائلتها ، بسبب بعض الرموز الاجتماعية وتترك كل منها لمصيرها دون دعم او مساعدة. هؤلاء النساء اللائي يعشن بمفردهن مع أطفالهن أو حرمن قسراً من أطفالهن يكافحن من أجل كسب رزقهن والبقاء على قيد الحياة.

اعتقال واحتجاز النساء لا يؤدي فقط إلى تعميق الطموح في الانتقام الاجتماعي ، بل يحطم ايضا ديناميكية المجتمع السوري. هذه مشكلة خطيرة تقوض جهود السلام في البلاد.

وبينما يحدث كل هذا في سوريا ، فإنه يلاحظ بحزن أن عمل المجتمع الدولي في هذه القضية ضعيف للغاية. في حين يجب أن يُجبَر نظام الأسد على تغيير هذا الموقف المتهور تجاه النساء على وجه الخصوص ، فإن هذا الصمت العالمي يؤدي إلى مزيد من المظالم ضد النساء يومياً. وبهذا المعنى ، ينبغي على الرأي العام الدولي والنخبة الحاكمة ، بما في ذلك مجلس الأمن ، اتخاذ خطوات أكثر تحديدًا وقوة في مكافحة انتهاكات حقوق المرأة في سوريا.

ضمان حرية المرأة السورية بإنهاء الجرائم ضد الإنسانية ليس فقط واجب اسر السجناء وبعض الحقوقيين بل هو واجب على جميع المجتمعات والاداريين والمسؤولين في كل انحاء العالم.

المراجع

  1. https://www.amnesty.org/download/Documents/POL1067002018ENGLISH.PDF. لا يمكن توثيق عدد الوفيات بسبب الظروف في سوريا. ومع ذلك ، في ضؤ البيانات التي تم الحصول عليها من مصادر مختلفة من مصادر محلية ودولية ، يعتقد أن الخسائر المدنية هي ضعف ذلك على الأقل.
  2.   تقرير العالم 2018 ، منظمة مراقبة حقوق الانسان (HRW) ص. 525
  3. الأزمة السورية يوليو 2018 النتائج الإنسانية ” ، اليونيسيف ، https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/UNICEF٪20Syria٪20Crisis٪20Humanitarian٪20Situation٪20Report٪20-٪20July٪202018.pdf
  4. التشتت القسري: تقرير ديموغرافي عن الوضع الإنساني في سوريا ، 2016 ، المركز السوري  للابحاث السياسية ص 61 62.
  5. https://www.ohchr.org/EN/HRBodies/HRC/IICISyria/Pages/IndependentInternationalCommission.aspx
  6. https://www.amnesty.org/en/countries/middle-east-and-north-africa/syria

https://insamer.com/tr/suriyeli-mahkm-kadinlar-kapali-kapilar-ardindaki-sessiz-cigliklar_1579.html

  1. المادتان 4 و 19 من اتفاقية لاهاي في 14 مايو 1954 ، المعنونة اتفاق بشأن حماية الممتلكات الثقافية في النزاع المسلح ، تتضمن أحكاماً بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نشوب حرب أهلية.
  2. تقرير العالم 2018 ، منظمة مراقبة حقوق الانسان (HRW) ص. 527-28
  3. طبيعة الحرب المتغيرة واتفاقيات جنيف ، ترجمة مروة اكسوي ، مركز انسامر. 22.08.2016.  https://insamer.com/tr/savasin-degisen-dogasi-ve-cenevre-sozlesmeleri_346.html
  4. لمزيد من المعلومات انظر. نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية ، http://sorular.rightsagenda.org/Uploads/UCM%20MEV/Roma%20Stat%C3%BCs%C3%BC.pdf
  5. https://www.ohchr.org/EN/HRBodies/HRC/IICISyria/Pages/IndependentInternat ionalCommission.aspx تقرير العالم 2018 ، ص. 530
  6. المادة 18: لكل شخص الحق في حرية الفكر والوجدان والدين ؛ ويشمل هذا الحق حرية تغيير دينه أو معتقده وحريته في إظهار دينه أو معتقده ، إما بمفرده أو مع الآخرين ، بطريقة واضحة أو محددة ، من الناحية العملية ، من خلال العبادة والمراسيم.

المادة 19: لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ؛ حرية الحصول على المعلومات والآراء وتلقيها ونشرها بكل طريقة دون حدود البلد    http://www.un.org/en/universal-declaration-human-rights

  1. المادة 3: لكل فرد الحق في الحياة والحرية والأمن الشخصي ،  http://www.un.org/en/universal-declaration-human-rights
  2. المادة 9: لا يجوز القبض على أي شخص أو احتجازه أو ترحيله بصورة تعسفية ،  http://www.un.org/en/universal-declaration-human-rights
  3. المادة 5: لا يعرض أي إنسان للتعذيب أو للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة ، http://www.un.org/en/universal-declaration-human-rights
  4. انظر بعض منهم. http://sn4hr.org/blog/category/report/annual-reports
  5. http://sn4hr.org/blog/2018/09/24/record-of-enforced-disappearances1
  6. http://www.un.org.tr/humanrights/images/pdf/butun-kisilerin-zorla-kaybedilmeden-korunmasina-dair-uluslararasi-sozlesme.pdf
  7. يافوز غوجترك ، فقدان الإنسانية: بعد حقوق الإنسان في الحرب الأهلية في سوريا ، سيتا ، 2014 ، ص. 3537.
  8. الانتهاكات وتقرير حلب في سوريا ، انسامر وامهد ، كانون الثاني 2017 ، ص. 7.
  9. غوجترك ص 73.
  10. تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية ، مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ، (A/HRC/23/58) ، https://documentsddsny.un.org/doc/UNDOC/GEN/G13/156/20/PDF/G1315620.pdf?OpenElement
  11. غوجترك ص 60.
  12. http://www.un.org/documents/ga/docs/50/plenary/a50-329.html

https://www.womensmediacenter.com/women-under-siege/conflicts/bosnia

  1. سجن النساء والفتيات ، الضمير ، نوفمبر 2018    http://www.addameer.org/the_prisoners/women
  2. مظهر حقوق الانسان في عام 2018 ، امرة يلدرم ، انسامر 10.12.2018   https://insamer.com/tr/2018de-insan-haklarinin-gorunumu_1841.html
  3. طارئ: العراق يحتجز 1.400 زوجة أجنبية وأطفال يشتبه أنهم من مقاتلي الدولة الإسلامية رويترز ، 10.09.2017.  https://www.reuters.com/article/us-mideast-crisis-iraq-families-exclusiv/exclusive-iraq-holding-1400-foreign-wives-children-of-suspected-islamic-state-fighters-idUSKCN1BL0SF?utm_source=applenews
  4. مجلس الأمن الدولي ، قرار مجلس الأمن رقم 1325 حول المرأة والسلام والأمن ( س/ريس/1325/2000)  http://www.un-documents.net/sr1325.htm
  5. توغتشة كاللاجي ” استخدام العنف الجنسي في القومية والحروب الجنسية: حالة البوسنة ” ، سياسة بديلة ، 2017 ، 9 (23) ص 409441.    http://alternatifpolitika.com/site/cilt/9/sayi/3/6-Tugce-Kelleci-Cinsiyetci-Milliyetcilik-Cinsel-Siddet-Bosna.pdf
  6. 22.823 إمرأة سورية قتلن منذ مارس 2011 ، الشبكة السورية لحقوق الانسان ، 2016.   http://sn4hr.org/wp-content/pdf/english/22823_Woman_killed_in_Syria_since_March_2011_en.pdf
  7. مقتل 21.179 مدني في سوريا عام 2015 . الشبكة السورية لحقوق الانسان. http://www.iamsyria.org/syrian-conflict-in-2015.html
  8. التقرير السنوي لعام 2016 . الشبكة السورية لحقوق الانسان. ص 6.   https://web.archive.org/web/20170128181217/http://sn4hr.org/wp-content/pdf/english/The_Yearly_Report_for_2016_en.pdf
  9. مقتل 10.204 مدني في سوريا عام 2017 الشبكة السورية لحقوق الانسان ص 46
  10. يوم المرأة العالمي ، تعليق من سوريا ، الشبكة السورية لحقوق الانسان 2017 ص 1. http://sn4hr.org/wp-content/pdf/english/International_Womens_Day_comment_from_Syria_en.pdf
  11. الموت بسبب التعذيب ، الشبكة السورية لحقوق الانسان. http://sn4hr.org/blog/2018/12/31/toll-of-deaths-due-to-torture-2/
  12. عدد وفيات النساء ، الشبكة السورية لحقوق الانسان   http://sn4hr.org/blog/2018/12/31/females-death-toll-2018/
  13. ” في حوالي 93 شهرا ، تم قتل حوالي 560 ألف شخص في سوريا منذ اليوم المطالبة بالحقوق إلى اليوم الدولي لحقوق الإنسان ”. المرصد السوري لحقوق الإنسان .  http://www.syriahr.com/en/?p=108723
  14. تقرير العالم 2018 ، منظمة مراقبة حقوق الانسان (HRW) ص. 571
  15. ا. هوميرا كوتلو اوغلو كارايل ، ” سجناء سوريون: صراخ صامت خلف أبواب مغلقة ” ، الملاحظات / الميدان 11 ، انسامر ، أغسطس 2018.  https://insamer.com/rsm/icerik/dosya/dosya_1579.pdf
  16. تقرير العالم 2018 ، منظمة مراقبة حقوق الانسان (HRW) ص. 612
  17. تقرير العالم 2018 ، منظمة مراقبة حقوق الانسان (HRW) ص. 608
  18. تقرير العالم 2018 ، منظمة مراقبة حقوق الانسان (HRW) ص. 517
  19. تقرير منظمة العفو الدولية 2017/18: حالة حقوق الإنسان في العالم ، منظمة العفو الدولية ، ص. 353.
  20. ” في حوالي 93 شهرًا … ”
  21. لقد فقدت كرامتي: العنف الجنسي والجنساني في الجمهورية العربية السورية ع، مجلس حقوق الإنسان ، الدورة السابعة والثلاثون 26 فبراير 23 مارس 2018 البند 4 من جدول الأعمال ، ص. 67.
  22. ” لقد فقدت كرامتي …” ، ص. 9.
  23. ” لقد فقدت كرامتي …” ، ص. 7.
  24. ” لقد فقدت كرامتي …” ، ص. 8.
  25. كارا يل ، ” السجينات السوريات … ” ص. 2
  26. ” اليوم العالمي للمرأة …” ص. 1
  27. تستند أسماء السجون الواردة هنا على البيانات التي تم الحصول عليها من المقابلات مع النساء المدانين في الفترة ما بين 5.12.2017 و 12.12.2018. للحصول على تقرير مختلف حول هذه المشكلة ، راجع. اعتقال النساء في سوريا: سلاح الحرب والإرهاب ، الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان ، 2015. ص. 3244   https://euromedrights.org/wp-content/uploads/2015/06/EMHRN_Womenindetention_EN.pdf
  28. توثيق الشر: داخل مستشفيات الأسد للرعب ، فانتي فاير  https://www.vanityfair.com/news/2015/06/assad-war-crimes-syria-torture-caesar-hospital
  29. ” احتجاز …. ” ص. 1126
  30. النساء والفتيات السوريات: لا مأوى آمن ، منظمة اللاجئين الدولية ، 2016  http://www.peacewomen.org/sites/default/files/syrian_women_and_girls_letterhead_0.pdf
  31. كارايل ص. 81